الأمم المتحدة، نيويورك - تشير بيانات عام 2017 إلى أن حوالي 810 امرأة تموت كل يوم لأسباب متعلقة بالحمل والولادة يمكن الوقاية منها. ويشير تقرير حديث صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان ووكالات الأمم المتحدة الشريكة، إلى أن هذا الرقم يمثل انخفاضًا بنسبة 38 في المائة تقريبًا في معدل وفيات الأمهات في العالم بين عامي 2000 و 2017. ومع ذلك، فلا يمكن الاحتفاء بهذه الأرقام الجديدة - فهي في الحقيقة تمثل اتجاهًا مقلقًا في مجال صحة الأم، حيث تقل وتيرة الانخفاض، عن الأهداف المتفق عليها دوليًا بشكل كبير.
الغالبية العظمى من وفيات الأمهات يمكن الوقاية منها، إلا أن هذه التقديرات الأخيرة تبين أن التدخلات المنقذة للحياة، التي تتسم بالبساطة والفعالية من حيث التكلفة، تفشل في الوصول إلى النساء والفتيات اللائي يحتجن إليها.
وقالت الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "يسعدنا أن نرى انخفاضًا في وفيات الأمهات، لكن الانخفاض أبعد ما يكون عن الكفاية. لا يزال مئات الآلاف من النساء يفقدن حياتهن كل عام لأسباب يمكن الوقاية منها، وهذا أمر غير مقبول."
نحتاج لزيادة كبيرة في الجهود المبذولة
وافق قادة العالم مرارا على تخصيص الموارد والجهود اللازمة لإنقاذ حياة الأمهات.
في عام 1994، وخلال المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، تبنت 179 حكومة هدف خفض نسبة وفيات الأمهات بنسبة 75 في المائة بحلول عام 2015. وتم التأكيد على هدف خفض نسبة وفيات الأمهات بنسبة 75 في المائة مرة أخرى بعد فترة وجيزة في مؤتمر قمة الألفية الذي عقدته الأمم المتحدة عام 2000.
ولكن لم يتم تحقيق أي من تلك الأهداف.
وفي عام 2015، اجتمع قادة العالم مرة أخرى في الأمم المتحدة لاعتماد أهداف التنمية المستدامة الطموحة. وهذه المرة، تدعو الأهداف إلى خفض معدل وفيات الأمهات إلى أقل من 70 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية.
وقد حثت د.ناتاليا كانيم على الإسراع قائلة: "لقد حان الوقت لزيادة الوتيرة - لإنقاذ حياة النساء وتحقيق هدفنا العالمي بشأن وفيات الأمهات بحلول عام 2030."
وفي عام 2017، وفقا للتقرير، بلغت نسبة وفيات الأمهات 211 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية – أي حوالي 295 ألف حالة وفاة في ذلك العام.
وكان متوسط المعدل السنوي لخفض وفيات الأمهات 2.9 في المائة فقط. و تحتاج البلدان إلى معدل تخفيض يبلغ 6.1 في المائة، كحد أدنى، بين عامي 2016 و 2030، للوصول إلى تحقيق أحدث هدف تم تحديده عالميًا.
وقالت أنيكا كنوتسون، رئيس فرع الصحة الجنسية والإنجابية في صندوق الأمم المتحدة للسكان: "تشير الإحصائيات الجديدة إلى أن هذا الهدف لن يتحقق إلا إذا قمنا بزيادة جهودنا بشكل كبير، وتسريعها لتحسين الرعاية الصحية للأمهات من خلال تعزيز الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الشاملة."
ومن المقلق أن معدلات الانخفاض السنوية تشهد ركودًا وتباطؤ في البلدان العشرة التي تسجل أعلى معدلات لوفيات الأمهات في جنوب السودان، وتشاد، وسيراليون، ونيجيريا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والصومال، وموريتانيا، وغينيا-بيساو، وليبيريا، وأفغانستان.
وأظهرت دولتان زيادة واضحة في نسبة وفيات الأمهات، هما: الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الدومينيكان.
حان الوقت للقيام بعمل أفضل
تحدث الغالبية العظمي من وفيات الأمهات في بيئات منخفضة الموارد. ومع ذلك يمكن للتدابير الأساسية أن تتصدى لجميع الأسباب الرئيسية لهذه الوفيات، بما في ذلك النزيف الحاد، والعدوى، وارتفاع ضغط الدم، والمضاعفات الناجمة عن الولادة والإجهاض غير الآمن.
يمكن أن تساعد الرعاية السابقة للولادة والرعاية الماهرة عند الولادة في اكتشاف وعلاج ارتفاع ضغط الدم. ويمكن للخدمة الماهرة عند الولادة أن تضمن النظافة الجيدة، وتمنع العدوى. ويقلل استخدام معجلات الولادة من خطر النزيف المميت بعد الولادة. كما يحول توفير خدمات تنظيم الأسرة الطوعية دون اللجوء إلى الإجهاض غير الآمن.
وكما تقول السيدة كنوتسون: "يجب علينا، ببساطة، أن نقوم بعمل أفضل. يجب أن نتحلى بالمسؤولية "