Go Back Go Back
Go Back Go Back

الأولويات العاجلة لزواج الأطفال وختان الإناث في ظل تهديد كوفيد-19 للتقدم المحرز

الأولويات العاجلة لزواج الأطفال وختان الإناث في ظل تهديد كوفيد-19 للتقدم المحرز

أخبار

الأولويات العاجلة لزواج الأطفال وختان الإناث في ظل تهديد كوفيد-19 للتقدم المحرز

calendar_today 20 فبراير 2021

الأمم المتحدة، نيويورك – ينشغل خلال شهر فبراير التجار الذين يسوقون الوعد الخاص "بالزواج لعيش حياة سعيدة" للفتيات في جميع أنحاء العالم، ولكن لعشرات الملايين من الفتيات ليست هذه سوى قصة خيالية، لأنها تعني انتهاء حياتهن كفتيات، ليس بقصة حب مثل تلك التي قرأن عنها، بل بطقوس انتقال ضارة، مثل زواج الأطفال وختان الإناث – وهي الممارسات التي يُعتقد أنها تتزايد في ظل جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) التي تدفع الفتيات لترك الدراسة وتسحب أسرهن إلى دائرة الفقر.

 وهناك توافق دولي قوي أن زواج الأطفال وختان الإناث هما اثنان من بين انتهاكات حقوق الإنسان التي يجب القضاء عليها، ولكنها رغم ذلك ما زالا منتشرين . فعلى مستوى العالم هناك حوالي 200 مليون سيدة أو فتاة على قيد الحياة تعرضن لختان الإناث، وهناك 4 ملايين فتاة معرضة لخطر الخضوع لهذه الممارسة كل عام. وهناك حوالي 650 مليون سيدة على قيد الحياة تزوجن قبل بلوغ عامهن الثامن عشر وهناك عشرات الآلاف غيرهن يتزوجن كل يوم.

وخلال العام الماضي توقع صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه أن الجائحة على الأرجح تعيق  الجهود المبذولة للقضاء على الممارستين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ظهور 2 مليون حالة جديدة لختان الإناث على مدار عشر سنوات كان من الممكن تجنبها. كما يمكن أن يؤدي تأجيل الجهود المبذولة للقضاء على زواج الأطفال، فضلاً عن تزايد معدلات الفقر، إلى ظهور 13 مليون حالة جديدة من زواج الأطفال خلال العقد نفسه.

ويعمل المناصرون حالياً على زيادة الجهود المبذولة لمنع تحقق هذه التوقعات القاتمة.

السادس من شهر فبراير صادف اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وعادةً ما يستغل مناهضو زواج الأطفال يوم عيد الحب، في الرابع عشر من الشهر نفسه، لدق ناقوس الخطر بشأن الزواج المبكر. وهذا العام يدعو مناهضو الزواج المبكر القادة وأفراد المجتمع والآباء والأمهات لاتخاذ إجراء حاسم في مواجهة الممارستين، ويقولون إن الوقت قد حان لمنح الفتيات الحق في اتخاذ القرارات بشأن أجسادهن ومستقبلهن بأنفسهن.

اختارت شينارا كوجايفا، البالغة من العمر حالياً 20 عاماً، مسارها في الحياة، إلقد نجت مرتين من الزواج القسري وهي طفلة  في موطنها جورجيا، في سن 14 و17. تقول شينارا "هذه حياتي وليست حياتهم ليتخذوا قرارات بشأنها".

توجهت شينارا للحصول على منحة دراسية مخصصة للفتيات المعرضات لخطر الزواج المبكر مقدمة من "ذا بودي شوب" بالشراكة مع حكومة جورجيا وصندوق الأمم المتحدة للسكان. 

اضغط على الصورة للتعرف على المزيد. جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لصندوق الأمم المتحدة للسكان جورجيا/دينا أوجانوفا.

 

التحرك العالمي لتمكين الفتيات

وجهت شينارا للحصول على منحة دراسية مخصصة للفتيات المعرضات لخطر الزواج المبكر مقدمة من "ذا بودي شوب" بالشراكة مع حكومة جورجيا وصندوق الأمم المتحدة للسكان.  اضغط على الصورة للتعرف على المزيد. جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لصندوق الأمم المتحدة للسكان جورجيا/دينا أوجانوفا.

يتعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة اليونيسف في إدارة اثنتين من أكبر مبادرات التعاون على مستوى العالم للقضاء على تلك الممارسات الضارة.

يعمل البرنامج المشترك لصندوق الأمم المتحدة للسكان – اليونيسف بشأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في 16 بلداً تنتشر بها هذه الظاهرة، حيث أدت هذه الجهود في عام 2019 إلى قيام أكثر من 2.8 مليون شخص في 3,362 مجتمعاً بالإعلان عن تخليهم عن تلك الممارسة.

ففي كينيا، وهي واحدة من البلدان المشمولة بالبرنامج المشترك، يتم حشد القائمين بعمليات تشويه الأعضاء التناسلية الانثوية المعروف بختان الإناث فيما سبق لمناهضة هذه الممارسة التي كانت من قبل مصدراً لهم لكسب الرزق. علقت كوكاروب لورو، التي عملت في هذا المجال لمدة 20 عاماً: "بعد قضاء ليلة من الغناء والرقص، كانت الفتيات تستيقظ عند الفجر ليستحممن، ثم ننتقل إلى حظيرة الماشية حيث كنت أجري عملية البتر". 

تعلمت لورو ختان الإناث على يد جدتها التي كانت أيضاً تجري عمليات الختان، ولكن بعد علم لورو بالآثار الضارة لهذه الممارسة – بما فيها النزيف والعدوى والوفاة في بعض الحالات – توقفت تماماً عن إجرائها.

يغطي البرنامج العالمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان –اليونيسف للقضاء على زواج الأطفال 12 بلداً يوجد بها أكثر من 300 مليون طفلة عروس حالية وسابقة على مستوى العالم. وخلال الفترة بين عامي 2016 و2019 نجح البرنامج في الوصول إلى 7.9 مليون فتاة ببرامج التمكين التي تعرفهن بحقوقهن وحريتهن في التصرف في أجسادهن وأضرار زواج الأطفال. كما تم الوصول إلى 240 مليون شخص من خلال الحملات الإعلامية.

في نيبال، وهي إحدى البلدان المشمولة بالبرنامج العالمي، تزوجت بيندو كوماري في سن السابعة عشرة.

فتاة من سيبيريا تكتب أنها تزوجت قبل أن تبلغ الحادية عشرة من عمرها، وتقول إن أسرتها حصلت على مبلغ مالي مقابل الزواج معلقة "استفادوا من هذا المبلغ لمدة شهر تقريباً، ولكنني أصبت بمشكلة ستستمر معي طوال حياتي". الصورة منشورة بموافقة من صاحبها.

وصرحت الفتاة لصندوق الأمم المتحدة للسكان قائلة: "كانت الفتيات تعتبر عبء على أسرهن ويعتبر أي استثمار مالي فيهن غير مُجدٍ".

تم انتخاب الفتاة فيما بعد لتصبح قائدة في البلدية التي تعيش بها، واليوم توجه دعوة للآباء والأمهات لتعليم بناتهم قائلة "بناتكم لسن ملكاً لكم لتحرمنهن من التعليم" "الفتاة ليست مِلكاً لكم لتدفعوها للزواج في سن مبكرة".

فتاة من سيبيريا تكتب أنها تزوجت قبل أن تبلغ الحادية عشرة من عمرها، وتقول إن أسرتها حصلت على مبلغ مالي مقابل الزواج معلقة "استفادوا من هذا المبلغ لمدة شهر تقريباً، ولكنني أصبت بمشكلة ستستمر معي طوال حياتي". الصورة منشورة بموافقة من صاحبها.

ليست مِلكاً لكم

يسعى القادة ومنهم السيدة كوماري لإحداث تحويل جذري، ولكن ما زال هناك الكثير من العمل لإنجازه نظراً للتهديدات التي تفرضها الجائحة على التقدم الذي يحرزونه بصعوبة بالغة. 

يجب أن تتحد المجتمعات والبلدان في مواجهة هذه الممارسات.

في تركيا، تسعى نوراي إرجين، تعمل وسيطة في المجال الصحي، إلى تحقيق ذلك. تقول نوراي "سنقوم بزيارة المنازل والأحياء وتثقيف الناس لوضع حد لظاهرة الزواج المبكر"، وأضافت "سنقول لا. جميعنا سوياً".

وفي إندونيسيا تعمل الناشطة ليستيوواتي في حدود مجتمعها لرفع الوعي بحقوق المرأة من أجل القضاء على ختان الإناث. تقول ليستيوواتي "أنقذوا الفتيات من كافة أشكال العنف. وتضيف "جسد الفتاة ملكاً لها وليس ملكاً لكم".