بينما يكافح العالم ضد فيروس كوفيد-19، تستمر الحياة فالنساء يواصلن الحمل وإنجاب الأطفال . لا تتوقف الولادة بسبب الأوبئة، ولا تتوقف القابلات عن عملهن. فهن يعملن بلا كلل في الخطوط الأمامية، في أجنحة الولادة والمراكز الصحية ومنازل النساء حول العالم، يخاطرن بحياتهن ورفاهيتهن لإنقاذ حياة النساء والمواليد الجدد.
في العديد من البلدان التي تضررت بشدة من أزمة فيروس كوفيد-19، تموت القابلات بسبب نقص مستلزمات الحماية الشخصية ونقص الدعم العام. كما يتم إعادة نشر القابلات في العديد من المرافق الصحية من أجل الاستجابة للفيروس، مما يترك النساء دون الحصول على الخدمات المنقذة للحياة في وقتها المناسب. لذا يجب إعطاء الأولوية لصحة الأمهات والمواليد كجزء من استجابة القطاع الصحي الشاملة للوباء.
يشيد صندوق الأمم المتحدة للسكان بعمل جميع القابلات، ويتعهد بالوقوف إلى جانبهن، وبالعمل مع الحكومات لحماية القابلات من فيروس كوفيد-19.
القابلات هن العامود الفقري لأنظمة صحة الأمومة والطفولة - فهن يولدن الأمهات ويمتد دورهن إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير. وتعتبر هذه الأزمة فرصة لنا جميعًا كي نبذل المزيد لدعم جهود القابلات ولدعم الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية لجميع النساء في كل مكان.
ففي البلدان التي يتم فيها التشكيك في هذه الحقوق والاختيارات أو تتعرض للتهديد، تتحدث القابلات عن وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها وعن انعدام الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة. وهن يقرعن ناقوس الخطر بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة مثل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (المعروف بالختان) وزواج الأطفال. إنهن يدفعن عجلة التقدم نحو المساواة بين الجنسين.
القابلات تقفن بجانب النساء عندما يكن أكثر ضعفا. إنهن يقاتلن يوميا للدفاع عن حق المرأة في الحمل والولادة الآمنة، حتى مع تعرضهن هن أنفسهن للتمييز وللتحرش الجنسي ويحصلن على أجور غير متكافئة. والآن تتفاقم هذه التحديات بسبب المخاوف والاضطراب بشأن كوفيد-19.
تاريخيا، لعبت القابلات دورا حيويا في الاستجابة للأوبئة. مع تعاظم الأعباء بشدة على النظم الصحية الوطنية في العديد من البلدان، تظهر القابلات شجاعتهن ومرونتهن من خلال الاستمرار في دعم النساء الحوامل في أصعب الظروف.
يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان القابلات في الخطوط الأمامية للاستجابة لفيروس كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم من خلال توفير الإمدادات ومستلزمات الحماية الشخصية، وبناء قدرات النظم الصحية حتى لا تتخلف خدمات الأمومة، وضمان حصول النساء الحوامل والمرضعات - بمن فيهن الخاضعات للحجر الصحي- على الرعاية اللازمة عندما يكن في حاجة إليها.
يجب علينا الآن، وأكثر من أي وقت مضى، اتخاذ إجراءات للاعتراف بالقابلات كبطلات مناصرات للصحة الجنسية والإنجابية وحقوق النساء والفتيات. هناك ثلاث طرق يمكنك من خلالها القيام بدورك لتحقيق ذلك في عام 2020، السنة الدولية لكادر التمريض والقبالة:
-
إظهار دعمك من خلال الاعتراف وتعريف الآخرين بالدور الحاسم للقابلات في الحد من أمراض ووفيات الأمهات والمواليد. فبدون القابلات ، سيموت الكثير من النساء والمواليد لأسباب يمكن الوقاية منها أثناء الولادة في وقت تفشي الوباء.
-
الاحتفال بإنجازات القابلات وإسهاماتهن في تحسين الصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأمومة والمواليد. اجعلهن يشعرن بالفخر بكونهن عاملات صحيات في الخطوط الأمامية للاستجابة بفيروس كوفيد-19.
-
تحفيز صانعي السياسات على إحداث التغيير من خلال الضغط للاعتراف بالقابلات كمهنيات فريدات وتزويدهن بالموارد الكافية. المطالبة بالاستثمار في كادر القبالة واحترام مساهمتهن في صحة الأمومة والمواليد.
فلنتحد من أجل القابلات ومعهن لتحديد أولويات الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية للمرأة وحمايتها، حتى في هذه الأوقات الصعبة.