أنت هنا

قصة ختام من اليمن

تبدأ ختام بقولها " لا أعتقد ان هناك امرأة قد عانت من الناسور كما عانيت أنا" 

أصيبت ختام بالناسور وهي في السادسة عشرة من عمرها. فبعد زواجها بشهور فقدت مولودها الأول بسبب مخاض عسير استمر ثلاث أيام متتالية. فقد عجزت كل نساء القرية عن مساعدتها لذا قرر الأهل نقلها إلى أقرب مستشفى وكان يستغرق الوصول إليه عشر ساعات.

تقول ختام " وصلت إلى المستشفى وولدت جنينا ميتا , حزنت كثيرا ولكني تغلبت على حزني وعدت إلى قريتي".

 عادت ختام الى منزلها وبدأت تشعر بأعراض الناسور، خافت كثيرا وأخبرت أمها بذلك. فيما أخفت إصابتها عن زوجها شهوراً، وبعد مدة ذهبت ختام وأمها إلى المستشفى وهناك أخبرتها الطبيبة بأن الناسور لا يمكن علاجه في اليمن.

تقول ختام بحرقة " صارحت زوجي بمرضي فطلقني ونبذني أهلي. وبعد فترة ماتت أمي التي كانت سندي الوحيد في هذه الحياة, فاعتزلت العالم كله وبقيت سنين طويلة حبيسة غرفتي".

بعد سنوات اضطرت العائلة إلى السفر إلى صنعاء بسبب موت أحد الأقارب، هناك عرفت إحدى قريبات ختام بصنعاء باصابتها بناسور الولادة.

" ذهبت بي قريبتي الى المستشفى وهناك وجدت بأن هذا النوع من العمليات أصبح متاحا. قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بإدراجي في لائحة قوائم الانتظار وتم صرف مبلغ مالي من أجل تكاليف البقاء في صنعاء وتكاليف العلاج."

وتمت الجراحة بشكل معقد حيث تقرر لها عدة عمليات بسبب تدهور حالتها وبقائها سنوات طويلة بلا علاج.

" بدأت الآن مرحلة العلاج وعاد الأمل لحياتي. من يراني يظن أني عجوز في السبعين بينما لم أتجاوز الأربعين سنة".

منذ عام 2018، دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان إنشاء ثلاث وحدات لمعالجة ناسور الولادة في جميع أنحاء اليمن. تم بنجاح إجراء ما يقرب من 200 عملية جراحية لمعالجة ناسور الولادة بالمجان. كما يساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان في بناء مهارات العاملين الصحيين في علاج قبضة الولادة باستخدام تدريب متقدم. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان شبكة بين المتطوعين المجتمعيين والقابلات وخبراء الصحة الإنجابية و ناسور الولادة من جميع المحافظات تقريبًا لمساعدة النساء المصابات في الحصول على الخدمات التي يحتجن إليها بما في ذلك توفير النقل المجاني من المناطق الريفية.

في اليمن، ومع انهيار النظام الصحي، والافتقار إلى القابلات الماهرات وارتفاع مستويات سوء التغذية وخاصة بين النساء الحوامل والمعدلات المقلقة لزواج الأطفال الناتجة عن النزاع ، تتزايد حالات الإصابة بالناسور.

ولا يزال النظام الصحي في حالة يرثى لها،  فقد أُجبر ما يقرب من نصف المرافق الصحية على الإغلاق، أو أنها للعمل بشكل جزئي. وأدى فيروس كوفيد-19 إلى تفاقم الوضع ، حيث أعيد تخصيص ما يقرب من 15 في المائة من النظام الصحي للاستجابة للوباء. وتوفر 20% فقط من المرافق الصحية العاملة خدمات صحة الأم والطفل بسبب نقص الأدوية الأساسية والإمدادات والموظفين المتخصصين.