يتبقى عشرة أعوام فقط على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لذا دعى الأمين العام للأمم المتحدة جميع فئات المجتمع والأشخاص في كل مكان للتعبئة من أجل "عقد العمل" من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ونظرًا للدور الأساسي الذي يلعبه التقييم لتعجيل وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، اشترك مكتب التقييم التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان مع كلا من الشبكة العالمية للمقيمين الشباب (EvalYouth) والمنتدى العالمي للبرلمانيين من أجل التقييم؛ للإطلاق حملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action). تهدف الحملة للتشجيع على العمل على المستويين العالمي والمحلي من أجل تعزيز القدرات التقيمية الوطنية والعمل على الحصول على تقييمات وأدلة عالية الجودة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تتخذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 عمليات المتابعة والمراجعة كمحورًا للمجهودات العالمية والإقليمية والوطنية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. تتطلب هذه العمليات أنظمة وقدرات تقييم وطنية قوية للتوصل إلى أدلة واقعية تهدف إلى اتخاذ قرارات واعية من أجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة و عادلة. بينما أُحرز تقدمًا من حيث تعزيز قدرات التقييم الوطنية، فلا تزال هناك حاجة إلى المزيد من السرعة والطموح والتدرج من أجل دعم عملية توفير تقييمات ذات جودة عالية تقودها الدول بأنفسها. وأفادت التحليلات الخاصة بتقارير "المراجعات الوطنية الطوعية" التي قٌدمت سابقًا في المنتديات السياسية رفيعة المستوى؛ بوجود نقصًا في الأدلة التقييمية على المستوى القطري كما توضح محدودية إدراك الدور الذي يلعبه التقييم في إرشاد عملية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وذلك على الرغم من أن أنظمة التقييم الوطنية القوية تُعد في غاية الاهمية من أجل تحديد ما ينفع وما يحتاج إلى التحسين لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب، مما يمهد الطريق أمام اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في وقتها.
وبناءً عليه، أطلق مكتب التقييم التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والشبكة العالمية للمقيميين الشباب (EvalYouth)، والمنتدى العالمي للبرلمانيين حملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action) بهدف تحقيق إقرار واسع الانتشار بالتقييم كأداة قوية تُحفز من عملية تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تحسين المساءلة، ودعم عملية اتخاذ القرارات القائمة على أدلة، وترسيخ التعلم. وتمشيًا مع عقد العمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تسعى الحملة بصفة خاصة إلى:
رفع الوعي بأهمية الدور الذي يلعبه التقييم للتعجيل من تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، بخاصة عن طريق تضمين الأدلة التقييمية في التقارير المرحلية من خلال المنتدى السياسي رفيع المستوى وآليات المتابعة والمراجعة على المستويين الإقليمي والوطني.
تعبئة الالتزامات من جانب الحكومات والبرلمانات والمجتمعات المدنية والبيئة الأكاديمية ووحدات التقييم التابعة للمنظمات متعددة الأطراف والوكالات المانحة الثنائية ومؤسسات التقييم والأطراف المعنية الأخرى من أجل الاستثمار في تعزيز أنظمة التقييم الوطنية وقدراتها، بهدف وضع سياسات تقييم وطنية، وإجراء تقييمات وأدلة عالية الجودة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تقوم الحملة على أساس النهج الشمولي والتشاركي من أجل التشجيع على العمل الجماعي على المستويات العالمي والإقليمي والوطني. فهي تؤكد على أهمية المشاركة ذات المعنى للشباب في التقييم وتطوير قدرات المقيميين الشباب والناشئين لدفع عجلة التنمية المستدامة على كافة المستويات. حتى تاريخه، قد انضم أكثر من 80 شريكًا من كافة أنحاء العالم للحملة، بما في ذلك المنظمات الطوعية للتقييم المهني، والمنتديات البرلمانية، وشبكات المقيميين الشباب والناشئين، ومنظمات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص.
وضع الماراثون العالمي للمشاركة، والذي عُقد في 10 يونيو/حزيران 0202؛ بدايةً للإنطلاقة الرسمية لحملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action). أثناء الماراثون، ألقت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم، كلمة أساسية تُبرز فيها أهمية البيانات والأدلة عالية الجودة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ وتلبية نتائج التحول الثلاث لصندوق الأمم المتحدة للسكان؛ وإحراز رؤية قمة نايروبي بشأن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية. وفي كلمتها الافتتاحية، ألقت مبوعثة الأمين العام المعنية بالشباب، الاستاذة جاياثما ويكراماناياكي، الضوء على علاقة هذه الحملة باستراتيجية الأمم المتحدة للشباب لعام 2020 وأهمية تعزيز عمليات المساءلة التي يقودها الشباب. وفي الوقت ذاته، تعهدت مجموعة كبيرة من الشركاء بتعجيل وتيرة التقدم المٌحرز بشأن تطوير القدرات الوطنية للتقييم واستخدام التقييم في صنع القرارات.
ويفخر المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان؛ بشراكته مع حملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action) ويتعهد بدفع المبادرة إلى الأمام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تركيز خاص على المقيميين الشباب والناشئين. وترأس المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع حملة شباب التقييم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا EvalYouth MENA))؛ المجهودات المبذولة من أجل تطوير قدرات المقيميين الشباب والناشئين في المنطقة ولإدماجهم في مجتمع التقييم. وفي عام 2019، وقع المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان مع حملة شباب التقييم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا EvalYouth MENA))؛ مذكرة تفاهم لتحقيق المزيد من الترسيخ لشراكتهم الاستراتيجية، ولتعزيز الأثر المضاعف الذي تحققه مشاركة الشباب على مدى صلة التقييمات وجودتها. وفي إطار مذكرة التفاهم هذه، نظم المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع حملة شباب التقييم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا EvalYouth MENA))؛ أول مدرسة شتوية من نوعها للمقيميين الشباب والناشئين في البلدان العربية، وذلك بنهاية عام 2019. جمعت ورشة العمل ما بين 21 مهنيًا من المقيمين الشباب من عشرة بلدان عربية. ويخطط المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان مع حملة شباب التقييم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا EvalYouth MENA))؛ لتكرار قصة نجاح المدرسة الشتوية في عام 2020.
كما اعرب المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن استعداده بالاستعانة بالمقيميين الشباب والناشئين لإجراء تقييمات البرنامج القطري، ولمنحهم فرصة اكتساب خبرة عملية في تقييم التدخلات المعقدة للتنمية. وقد بدأت الاستعدادت من أجل السماح بمشاركة المقيميين الشباب والناشئين في تقييمات البرنامج القطري في الجزائر والمغرب، وهو ما قد يتطلب مشاركة افتراضية واسعة بسبب وباء كوفيد-19. وإضافةً إلى ذلك، أجرى المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان عددًا من الاختبارات لترسيخ قاعدة للدعم والعمل من أجل تعزيز قدرات التقييم الوطنية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سياق حملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action).
وللحفاظ على الزخم الذي يحققه الماراثون العالمي للمشاركة، ستنظم حملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action) سلسلةً من المشاورات الإقليمية لتوفير منصةً للحوار والشراكات بشأن التقييم المؤثر فيما بين عدد من الأطراف المعنية الإقليمية والوطنية. وتهدف هذه المشاورات إلى تحديد التزامات إقليمية ووطنية بعينها من أجلى تعزيز أنظمة التقييم الوطنية وقدراتها. وستعقد الاستشارات الإقليمية الثانية لحملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد إنعقادها المرة الأولى بنجاح في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
ستعقد هذه الفعالية افتراضيًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 10 يوليو/تموز، في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت القدس. ستركز المشاورات على تحقيق التزامًا إقليميًا وعملًا من أجل تعزيز عرض التقييم وطلبه واستخدامه في المنطقة بهدف تعجيل وتيرة إحراز أهداف التنمية المستدامة. وتُنظم الفعالية التفاعلية من قبل حملة شباب التقييم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحملة تقييم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (بالاشتراك مع أعضاءها من المنظمات الطوعية للتقييم المهني) ومكتب التقييم التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان، بالشراكة مع المكتب الإقليمي للدول العربية التابع له.
ويدعو المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ممارسي التقييم والمقيميين الشباب والناشئين والمسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وشركاء التنمية ومنظمات المجتمع المدني والأطراف المعنية الأخرى للإنضمام إلى هذه المشاورات الإقليمية. وستُعقد في بداية المشاورات الإقليمية جلسة عامة مع المتحدثين التابعين للمنظمات الرائدة للحملة العالمية للتقيم من أجل العمل (Eval4Action) ومع الأطراف المعنية الأساسية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسيتضمن هذا كلمة افتتاحية يقدمها المدير الإقليمي للمكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتور/ لؤي شبانه. وبعد الجلسة العامة ستعقد مجموعات مناقشة بشأن موضوعات مختلفة عن التقييم بهدف جمع أفكار وحلول ستشكل من عملية وضع خطة عمل لحملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. للمزيد من المعلومات بشأن المشاورات الإقليمية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وللتسجيل في هذه الفعالية؛ يُرجى الاطلاع على هذا الرابط.
ومن الجدير بالذكر، أنه بدون أنظمة قوية للتقييم من أجل تحديد ما إن كانت التدخلات التنموية ذات صلة ومستدامة وتحقق نتائج عادلة؛ سيظل العديد من الناس متخلفين عن الركب. توفر حملة التقييم من أجل العمل (Eval4Action) فرصةً فريدة للدعوة الجماعية من أجل تعزيز قدرات التقييم الوطنية ولدعم استخدام التقييم في صنع القرارات. بينما تصارع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباء كوفيد-19؛ تزداد أهمية التنسيق من أجل دفع عجلة التقييم المؤثر إلى الأمام أكثر من أي وقت مضى؛ وذلك لكفالة قيام الاستجابة والتعافي على أساس أدلة ذات مصداقية وموثوقية.