Go Back Go Back
Go Back Go Back

لنساء والفتيات يشاركن مريم تجربتهن الأولى مع الدورة الشهرية

لنساء والفتيات يشاركن مريم تجربتهن الأولى مع الدورة الشهرية

أخبار

لنساء والفتيات يشاركن مريم تجربتهن الأولى مع الدورة الشهرية

calendar_today 27 مايو 2021

بدأت مريم، السفيرة الافتراضية للمكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، سلسلة قصص موجهة للفتيات المراهقات في المنطقة العربية. وتهدف هذه القصص إلى زيادة الوعي بالممارسات الضارة بحق النساء والفتيات، التى تتضمن زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) وحالات عدم المساواة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي بهدف القضاء عليها.

مريم، فتاة عربية تبلغ من العمر 15 عامًا، تسلط الضوء هنا على حالات كفاح المراهقات والشابات في المنطقة ومشكلاتهن والتحديات التي تواجههن  وفرصهن وانجازاتهن.

ستعرض مريم للمراهقات والشابات في المنطقة المهمة الموكلة إليها من صندوق الأمم المتحدة للسكان والأفكار والمفاهيم والمراجع المتعلقة بها في نهج آمن وتعليمي ومألوف وقائم على حقوق الإنسان.

طلبت مريم مؤخرًا من النساء والفتيات في المنطقة العربية مشاركة تجربتهن الأولى مع الدورة الشهرية من خلال استطلاع رأى عبر الإنترنت. ويهدف الاستطلاع إلى توفير منصة للفتيات والنساء لمشاركة تجاربهن مع الدورة الشهرية الأولى بسرية تامة.

قمنا بتجميع هذه القصص لاستنباط الدروس المستفادة من المشاركين في الاستطلاع بهدف توعية وتثقيف المراهقات حول هذا التطور البيولوجي الطبيعي. وسيتم أيضًا مشاركة القصص والرسائل مع زملائنا من المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان من أجل مساعدتهم وتوجيههم في عملهم.

وأشارت مريم قائلة: "ستدرك كل فتاة، أينما كانت تعيش، أنها ليست بمفردها وأن الفتيات في كل مكان يتشاركن تحديات ومخاوف مماثلة".

إن الحيض حقيقة من حقائق الحياة وحدث شهري طبيعي ل 1.9 مليار فتاة وامرأة في سن الإنجاب على مستوى العالم. 107 مليون منهن يعشن في المنطقة العربية. غير أن الملايين من المراهقات والنساء في جميع أنحاء العالم محرومات من الحق في التعامل مع  الدورة الشهرية بطريقة كريمة وصحية.

بل إن التعامل مع الدورة الشهرية يعد أكثر صعوبة بالنسبة ل 15.5 مليون امرأة وفتاة يعشن في ظروف إنسانية صعبة في المنطقة العربية.

وجهات نظر وتجارب من المنطقة العربية

قالت فتاة من اليمن: "كنت دائماً استخدم ملابس قطنية وأطويها وأضعها في لباسي الداخلي. أنا من عائلة غير متعلمة، لذا لم أكن أعرف أن هناك فوطاً صحيةً تستخدم لهذا الغرض".

إن الافتقار إلى البيانات والمعلومات الموثوقة عن الدورة الشهرية والمستلزمات الخاصة التي يتم توفيرها للمراهقات في المنطقة أمر خطير. فالملايين من الفتيات لا يتم إطلاعهن بشكل صحيح على كيفية الانتقال الآمن والصحي إلى مرحلة الأنوثة.

إن عدم المساواة بين الجنسين والأعراف الاجتماعية التمييزية والمحظورات الثقافية والفقر ونقص الخدمات الأساسية في المنطقة العربية يؤثر على قدرة الفتيات والنساء على تلبية احتياجاتهن الصحية أثناء فترة الحيض والنظافة بطريقة كريمة.

إن التعامل مع الدورة الشهرية يكون حتى أكثر صعوبة بالنسبة للفتيات التى تعيش فى ظروف إنسانية صعبة، ذلك لأنه نادراً ما تكون هناك خصوصية وغالباً يوجد نقص في المرافق الصحية النظيفة. ونتيجة للموارد المالية المحدودة، تُجبر النساء والفتيات على استخدام مواد امتصاص غير آمنة وغير صحية  أثناء الدورة الشهرية، مثل الخرق القديمة وقشور الخشب وروث البقر المجفف أو الرماد.

يمكن أن يؤثر ذلك على حياة النساء والفتيات بعدة طرق، حيث يمكن أن يحد من حركتهن وحريتهن وخياراتهن، ويؤثر على حضورهن في المدارس والمشاركة في الحياة المجتمعية، ويعرض سلامتهن للخطر، ويحد من مساهمتهن في الاقتصاد ويسبب التوتر والقلق.

هل الدورة الشهرية من المحرمات

في عدة دول عربية، تم إدراج التمييز بين الجنسين والمعتقدات الاجتماعية والثقافية حول فترة المراهقة والدورات الشهرية كعقبات أمام تقديم أنشطة الإدارة الصحية للحيض المخصصة للفتيات. على سبيل المثال، في سوريا، فإن النظر إلى الدورة الشهرية على أنها وصمة تؤدى إلى استحالة مناقشتها علنًا أو من دون مقدم للرعاية، وبالتالي يمنع ذلك الفتيات من الوصول إلى معلومات الإدارة الصحية للدورة الشهرية. وفي الأردن، تمثل المعتقدات الاجتماعية والثقافية أيضًا حواجز أمام وصول الفتيات المراهقات إلى خدمات الصحة الإنجابية، والتي تشكل نقطة الدخول الرئيسية لمعلومات وخدمات إدارة صحة الحيض.

إن الحيض موضوع لا يتم مناقشته علنا. فوفقًا لاستطلاع صندوق الأمم المتحدة للسكان عبر الإنترنت، لم يكن لدى 40٪ من النساء والفتيات المشاركات أية معلومات حول الحيض قبل الدورة الأولى.

وردًا على سؤال حول المشاعر التي صاحبت الدورة الشهرية الأولى ، عبرت غالبية المشاركات عن مشاعر الخوف والقلق.

كتبت فتاة من فلسطين "أردت أن أنضج مثل أختي الكبرى؛ كنت سعيدة لكن خائفة. هنأتني أمي وأعطتني فوط صحية، لكنها لم توضح لي كيفية استخدامها أو كيفية الاعتناء بنفسي. فقد كانت خجلة حيال ذلك. فقد اعتقدت أمي أنني أعرف كل شيء ".

وجدير بالإشارة أيضًا إلى أن ما يقرب من ثلثي المشاركات أفادن بتلقي الدعم من أمهاتهن أو أصدقائهن بعد حدوث الدورة الشهرية الأولى وليس قبل ذلك.

أجابت إحدى المشاركات في الاستطلاع من المملكة العربية السعودية: "تزوجت والدتي في سن مبكرة وحتى الآن لا تعرف أساسيات كيفية التعامل مع الدورة الشهرية، ولا تريد التعلم. أما انا فتعلمت من أختي التي تعلمت من صديقاتها، والمعلومات التي لدينا لم تكن كافية". 

وأجابت سيدة مغربية: "عندما رأيت الدماء صدمت وشعرت بالخوف والحزن لأنني لم أعد طفلة"، موضحة الألم الشديد الذي شعرت به لمدة يومين ولم تستطع إخبار أي شخص بما كانت تمر به. وأضافت: "الوقت الذي يمر على أثناء الدورة الشهرية يصبح جحيمًا لا يطاق، يرمقني إخوتي بنظرات ساخرة، وأشعر بعذاب جسدى ونفسي، خصوصاً وأنني كنت مثقلة بالأعمال المنزلية بجانب دراستي، وحرمتني أمي من الراحة وأجبرتني على القيام بكل الأعمال المنزلية دون أدوية أو زيارة إلى الطبيب".

التعليم:

وأفادت سيدة من فلسطين قائلة: "شعرت بالخجل من جسدي، ولم أكن أعرف كيف أنظفه أو كيف أعتني به. لم أفهم ماهية دورتي الشهرية، حيث لم أتلق أي معلومات في ذلك العمر عن الصحة الجنسية. كنت أشعربالثقل والعجز وقت الدورة". 

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تحسين التعليم والمعلومات حول الدورة الشهرية وما يتعلق بها من اعتبارات حقوق الإنسان وذلك من خلال برامجه الشبابية وجهود التثقيف الجنسي الشاملة، مثل برنامج شبكة تثقيف الأقران (Y-Peer)، حيث يساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان الفتيان والفتيات على حد سواء على فهم أن الحيض أمر صحي وطبيعي. كما يساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان على زيادة الوعي بأن بداية الدورة الشهرية لا تعني الاستعداد الجسدي أو النفسي للزواج أو الإنجاب.

وتدعو مريم، السفيرة الافتراضية للمكتب الإقليمى للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، للتغيير وتحسين الواقع بالنسبة للعديد من المراهقات. وستكون متواجدة لتمكين الفتيات الأخريات وإبراز نضال المراهقات والشابات في المنطقة ومشكلاتهن وتحدياتهن وفرصهن ونجاحاتهن.

رؤية مريم تتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهي الوصول إلى  الخاصة بنا: صفر من الاحتياجات غير الملباة لوسائل تنظيم الأسرة، وصفر لوفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، وصفر من العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة، مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان)ورؤية تتماشى مع المبادئ الشاملة لحقوق الإنسان.