تتعرض مئات الآلاف من الفتيات يومياً في جميع أنحاء العالم لممارسات تضرُّهن بدنياً أو نفسياً، أو كليهما، بمعرفة ورضى كامليْن من أسرهنّ وأصدقائهنّ ومجتمعاتهنّ المحلية. ويترسخ هذا التأثير في جميع أنحاء المجتمع، ما يعزز القوالب النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي وأوجه عدم المساواة بين الجنسين.
تتسم الممارسات الضارة باتساع نطاقها، إلاَّ أن ثلاثة منها على وجه الخصوص نددت بها تقريباً معظم دول العالم باعتبارها انتهاكات لحقوق الإنسان، ومع ذلك لا تزال منتشرة بشدة وهي: تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (المعروف بالختان)، وزواج الأطفال، وتفضيل البنين.
وتتخطى هذه الممارسات الحدود والثقافات، وتختلف في تفاصيل تنفيذها، فقد تُقطع الأعضاء التناسلية للفتاة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، أو تُزوَّج "لحمايتها" من الاغتصاب أو كجزءٍ من مقايضة، وقد يجري وأدها قبل الولادة أو إهمالها بعد ذلك حتى تفارق الحياة. بيد أنّ هذه الممارسات متشابهة في الأصل؛ فهي متجذرة في انعدام المساواة بين الجنسين والرغبة في السيطرة على الحياة الجنسية للإناث وعملية الإنجاب. وعلى الرغم من أنها تتسبب في مجموعة من الأضرار المدمرة بالنساء والفتيات، فإن تلك الأضرار تلحق بالعالم بأسره، وتأثيرها على الأجيال المقبلة، قد يكون أكبر. ومع تضاؤل القدرات الصحية والتعليمية والبشرية للنساء والفتيات، فإن الأمر نفسه يؤثر على البشرية أيضاً.
إلاّ أن لدينا القدرة على تحدي القوى التي تديم الضرر وتحقيق عالم تكون فيه كل امرأة وفتاة حرة في رسم مستقبلها.